"حرائق المغرب".. هاشتاغ يثير تعاطف المغردين عبر منصات التواصل الاجتماعي
"حرائق المغرب".. هاشتاغ يثير تعاطف المغردين عبر منصات التواصل الاجتماعي
كالنار في الهشيم، شهد المغرب اندلاع حرائق للغابات بدأت بمحافظة العرائش شمالي البلاد، وامتدت لغابات في عدد من المحافظات، بفعل موجة طقس شديد الحرارة.
ومنذ أسبوعين، تعاني محافظات المغرب اندلاع حرائق وارتفاعاً كبيراً في درجات الحرارة تجاوزت 50 درجة مئوية، ما أدى إلى تضرر آلاف المواطنين في المناطق المنكوبة.
ودشن مغردون عرب عبر منصات التواصل الاجتماعي، هاشتاغ (وسماً) باسم "حرائق المغرب" لتداول صور ومقاطع مصورة توثق حرائق الغابات وطائرات "كنادير" المختصة في إطفاء الحرائق.
ودمرت نيران الحرائق التي اندلعت في محافظات العرائش ووزان وشفشاون وتطوان وتازة والحسيمة (شمالي المغرب) حوالي 10 آلاف و560 هكتارا من الغابات، كما شردت سكان عدد من البلدات وأحرقت منازلهم.
وبحسب تصريحات رسمية، تمكنت فرق الإنقاذ من السيطرة على العديد من الحرائق، فيما أعلنت الحكومة رصد 290 مليون درهم (نحو 30 مليون دولار) لدعم سكان القرى المتضررة في 5 محافظات شمالي البلاد.
وأدت حرائق غابات المغرب إلى مصرع سيدتين توفيتا اختناقا، وفق السلطات المحلية لإقليم العرائش الثلاثاء، وذلك غداة وفاة متطوع في فرق إخماد الحرائق في إقليم تاونات (شمال).
وأعلنت السلطات أيضا مصرع شخص جراء حرائق اندلعت بغابات قرب العرائش منتصف يوليو الجاري، لتبلغ حصيلة ضحايا الحرائق 4 وفيات في عموم البلاد.
وسنويا، يتعرض المغرب لحرائق في الغابات التي تغطي نحو 12 بالمئة من مساحة البلاد، وشهد نحو 165 حريقا من منذ بداية العام الجاري 2022.
استغاثات افتراضية
ونشر حساب باسم "مبارك نبشي" عبر تويتر، مقطعا مصورا لرجل يستغيث ومن خلفه يتصاعد دخان الحرائق قائلا: "حتى الطائرات تطفئ خمس دقائق ثم تذهب إلى مكان آخر.. يا سكان الساحل لنضع أيدينا ببعض قبل فوات الآوان".
وربط حساب عبر تويتر، باسم "محمد موريبي" بين ارتفاع الأسعار والحرائق قائلا: "أسواق المغرب بين حرائق الأسعار وحرائق النيران.. حريق آخر قوي وسط السوق الأسبوعي لتازة بالقرب من المحجز البلدي (شمال)".
وتداول حساب باسم "حمزة ليون" صورا لأهالي يهربون من ألسنة النيران في بلداتهم، قائلا: "بعد وفاة أربعة أشخاص هذا المساء بسبب حرائق شمال المغرب، وتحديدا بمنطقة مولاي عبدالسلام بن المشيش، قرر سكان المنطقة الهروب من منازلهم حاملين معهم أمتعتهم".
وتعليقا على مقطع مصور لحرائق ضخمة يتصاعد منها دخان كثيف، قال حساب باسم "محمد همرون": "هروب أفراد من القوات المسلحة الملكية المغربية، وترك المواطنين وأفراد الحماية المدنية لحالهم في مواجهة ألسنة اللهب".
في المقابل نشر حساب عبر تويتر –لم يتبين اسمه- صورا لطائرات مغربية تحاول إخماد الحرائق قائلا: "شيء يدعو للفخر أن المغرب بإمكانياته الذاتية فقط استطاع السيطرة على حرائق عملاقة في خمس مناطق شمالي البلاد".
وأضاف: "كانت هناك حرائق مهولة في كل من تازة، وشفشاون، ووزان، وتطوان، والعرائش، لكن المغرب استطاع تحقيق شيء تعجز عنه العديد من دول المنطقة".
بدورها، قالت "درة السيد" عبر تويتر: "نسأل الله السلامة لأشقائنا في المغرب الشقيق.. مشاهد حرائق المغرب مرعبة جدا".
وتداولت عشرات الحسابات، مقطعا مصورا لشاب مغربي نجا من الحرائق، قائلا: "إهمال كبير في إطفاء الحرائق ولم نحصل على أي مساعدات إلى حدود الساعة، وهذه حقائق صادمة حول الحرائق".
فيما أفادت صحيفة "هيسبريس" المغربية الخاصة، بتهجير عشرات العائلات في مركز مولاي عبدالسلام، بسبب اندلاع الحرائق المهولة، بينما تواصل السلطات تدخلاتها الميدانية "لتطويقها".
من جانبها ركزت "اعتماد سلام" على تطوع المواطنين في إخماد الحرائق من خلال نشر العديد من الصور، قائلة: "بالإضافة إلى فرق الإنقاذ، تطوع العديد من المواطنين والنشطاء الجمعويين للمشاركة في الجهود المبذولة لتطويق حرائق الغابات".
وأضافت سلام عبر تويتر: "شكرا لهؤلاء جميعا على تضحياتهم الجسيمة وكان الله في عونهم".
بينما نشر مغردون صورا لحرائق الغابات التي اندلعت في إسبانيا والبرتغال واليونان وفرنسا وتونس وتركيا والمغرب خلال الأسبوع الماضي، ما أجبر الآلاف من المواطنين على الفرار، إلى جانب تدمير آلاف الأفدنة من الغابات وعشرات المنازل والمباني.
جهود حكومية
بدوره، قال وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بالمغرب، محمد الصديقي، إن السلطات استعانت لأول مرة بطائرات "درون" التابعة للوكالة الوطنية للمياه والغابات من أجل رصد بؤر الحرائق وتحديد أولويات التدخلات الجوية والبرية بعد دراسة وتحليل صور الأشعة تحت الحمراء.
وأضاف الصديقي، في كلمته أمام نواب البرلمان الثلاثاء، أن البؤر المنكوبة التي تنبعث منها النيران بين الحين والآخر ويتم احتواؤها بالسرعة اللازمة والتدخلات البرية والجوية، مع الأخذ بعين الاعتبار المحافظة على حياة المنقذين والمواطنين كأولوية قصوى.
وأوضح أن حكومة بلاده لديها إستراتيجية وطنية متكاملة لمكافحة حرائق الغابات، تركز على مجال التنبؤ والوقاية، لسرعة احتواء الحرائق قبل انتشارها في البلاد.
وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض.










